المؤلف: نعيمة ولد يوسف


المترجم / المحقق: غير كائن


الناشر: ابن النديم للنشر والتوزيع – دار الروافد الثقافية ناشرون


الطبعة: الأولى 2015 م


عدد الصفحات: 160

حول الكتاب

لا يخفى على أي باحث مهتم بفلسفة العلوم ما تم إليه الوضع الإشكالي الحرج للاستقراء، ابتداء من لحظة هيوم إلى غاية كارل بوبر؛ وهو الوضع المتعلق أساسا بمشروعية الإجراء الاستقرائي ذلك الذي ظل، لعهود، مرجعا للعلوم التجريبية ولمنهجها العلمي بامتياز. ويعود اهتمامنا بالبحث في وضع معضلة الاستقراء عند كارل بوبر إلى موقفه الرافض لما أسماه أسطورة الاستقراء؛ ونقده لجميع النزعات الاستقرائية الرامية إلى تأسيس منطق استقرائي، وأبرزها الوضعية المنطقية. وقد دفعنا ذلك الموقف إلى الولوج، رأسا في الإشكال البوبري، لاستجلاء حقيقة ذلك الرفض وإبراز مسوغاته، والتساؤل عن مصير العلوم التجريبية في حالة استبعاد الاستقراء ومناهجه، وعما يقوم مقامه في المزاولة العلمية.
وعليه، فقد كان غرضنا من ذلك العمل الوقوف على أصول المشروع الإبستمولوجي الضخم لكارل بوبر، الساعي إلى إرساء منطق حديث للكشف العلمي، القائم أساسا على المنهج الاستنباطي وإجراءات التكذيب تلك التى تضمن للعلم ومقاليته، وتنأى به عن الدغماتية الملازمة لأشكال النزعة الذاتية..
ولعل في ذلك التوجه العقلاني النقدي، في فلسفة بوبر العملية، سبيلا إلى تجاوز اكبر معضلة عرفتها العلوم التجريبية، وهي معضلة الإستقراء..