[أداري]

إننا نجد كل إنسان مبرمجاً بطريقة معينة منذ الصغر ويكبر على هذه الطريقة ويتصرف ويتكلم على بناءً على هذه الطريقة ويأخذ القرارات من خلال هذه البرمجة.
السؤال الآن :كيف نغير هذه البرمجة ؟
هذه البرمجة تتم في المخ في مكان معين وتحد بالحواس ، فالمخ لن يعرفها .
تلك البرمجة التي يكتسبها الفرد من الأسرة والمدرسة والأصدقاء ووسائل الاعلام والمحيط الاجتماعي ككل ، فضلاً عما يضيفه هو إلى ذلك.
إن الله -عز وجل -قد خلق العقل للإنسان ليكون خادمه لامدير ه فإن جعلته مديرك، فسوف يديرلك فقط الملفات العقلية التي تمت برمجتها في الماضي..
تلك الملفات التي أشار باحثو جامعتي سان فرانسيسكو وهارفارد إلى أن 90%منها ذو أثر سلبي ؛لأن الفرد يكتسبا من المحيط الاجتماعي دون أي إدراك او تحكم منه ، وبالتالي قد تكون غير مناسبة للفرد وطبيعة معيشته في الحياة.
وأذكر هنا قصة امرأة كانت تخاف من الصراصير فقلت لها،لم تخافين منها؟فقالت :لان لون الصرصور بني وهو لون سيء، وبالمصادفة كانت تلبس اللون البني ،فقلت لها :لم تلبسين مثله إذن؟
فقالت السيدة :لأن اسمه كريه ،فسالتها عن اسم شخص تحبه فقالت :خالد ،فقلت لها إذن سنسمي الصرصور بهذاا الاسم فكانت إذاما رأت الصرصور ضحكت.
فالإنسان في منهى القوة لكن التركيبة هي التي تكون غير صحيحة فلا نجد طفلاً يولد محبطاً..
وخلاصة القول أن البرمجة السابقة قابلة للتغيير .
ان الانسان إذا غير تركيبة أفكار تسبب في أحاسيس سلبية إلى أفكار ينتج عنها أحاسيس ايجابية وتتغير التجربة وعندما يعود إليها المخ مرة أخرى
يجد انها قد تحولت إلى مهارة...تحولت إلى قدرات.
اننا لو بحثنا عبر صفحات الانتر نت عن المؤلفات التي تتحدث عن الأهداف وترتيبها في حياة الإنسان لوجدنا أمامنا كماً هائلاً من المؤلفات التي قد يزيد عددها عن خمسين ألف مؤلف إلا أنها جميعان تتحدث عما يجب الانسان أن يفعله في مستقبله غافلةً التجارب الماضية وقيمتها في صنع المستقبل.
لقد اعتاد كثير من الناس أن يعيشوا إما داخل الماضي منقطعين عن الحاضر والمستبل، وإما ان يحلقوا في آفاق المستقبل الواسعة دون ربط بين الماضي والحاضر والمستقبل..
ولكن على الإنسان الذي يسعى إلى القمة أن يستفيد من ماضيه جاعلاً منه قوة دافعة تعينة على تحقيق أهدافه في المستقبل.