حول الكتاب:

“اختار مصطفى محمود لكتابه ذلك الذي بين أيدينا عنوان “الماركسية والإسلام”، وركز تشريحه فيه على الفلسفة المادية، لكنه لم يقف بهذا التشريح عند حدودها بل تعداها إلى تشريح فلسفات الغرب كذلكً، ولمس حين تشريحه آراء سارتر وفرويد وماركس وماركيز، ولك يستبعد مصطفى محمود نفسه، لمناهج الجدل القديمة، تلك التى سيطرت على أكثر الذين كتبوا عن الفلسفات تلك التى صنعها عقل الإنسان، ومقابلتها بتعاليم الأديان السماوية تلك التى شاء مبدع كل شيء أن تكون هي الهاذية للإنسان في كل وقت وفي كل مكان من الأرض.
واختار مصطفى محمود أن يقوم بتشريح الفلسفة المادية وفلسفة التاريخ وفلسفة الحرية الرأسمالية، “بمنهج” العلم الحديث، علم الاجتماع وعلم السياسة، وعلم النفس. فبدأ بطرح قضية الحرية قبل غيرها، والحرية المقصودة، هي المثل الكامل ذلك الذي يسمو على كل ما تصورته الفلسفات المقالة، ويرتفع أعلى سائر التطبيقات المعروفة.
ذلك إنها الحرية الإنسانية الشاملة تلك التى تكون ينابيعها رومية مؤمنة وممارستها “اختياراً” بصيراً، وليس انقياداً ذليلاً… والتي يكورن عطاؤها، أن تنمي ملكات الإنسان وقدراته الورحية والفعلية وتجعله كآدم قبل أن يخرج طريداً من الجنة. وفي أسلوب مفرط الوضوح والتركيز تتوالى بقية فصول الكتاب عن المادة والروح وعن فلسفة الجنس والغرائز الضالة وفلسفة ثورة الشباب المزعومة وتنتهي صفحات الكتاب الحديث عن الطريق إلى النجاة.“