تحميل كتاب – كتاب سوسيولوجيا المثقفين – جيرار ليكلرك pdf
![](https://www.1000lela.com/images/download-2.png)
[IMG]https://www.1000lela.com/wp-*******/uploads/2016/06/102-1.jpg[/IMG]
هذا الكتاب الصغير، كتبه مؤلف فرنسي، ولصالح جمهور فرنسي، أي أنه ربما تحدد من الناحية الثقافية، ما يعني أن ترجمته ستطرح السؤال حول الإطار التاريخي والثقافي ذلك الذي تندرج فيه صورة المثقف. فهل سيتعرف المثقفون الناطقون بالعربية على ذواتهم في الصفحات تلك التى ستلي؟ إذا سلمنا أن الحداثة واحدة، بمعنى أنها تجري على صعيد عالمي، بالتالي فهي لا يمكن أن تكون إلا واحدة بقدر ما تضم مجمل المجتمعات الكائنة وكلية الحضارات الحية، إذ سلمنا بذلك نصل إلى استنتاج يقول إن المثقف شخص حكوني، وهو في الوقت نفسه فاعل ملتزم بمجتمع وبثقافة محددة. وهذا ما يميزه هنا عن أسلافه، الذين ترتبط نشاطاتهم وعقائدهم ووظائفهم بقوة بجزئيات التقليد الديني والثقافي حيثما يتكاملون معها.
وبالعودة لمتن الكتاب نجده بداية عرضاً تاريخياً لظهور المثقف بصوره المتعددة وصولاً إلى عصر الأنوار، أو إلى التنوير كما تشاء الفلسفة الإلمانية تسمية ذلك العصر، حيثما قدر للمثقفين، وقد لأول مرة لعب أدوار منشطة في الحياة الاجتماعية والسياسية. مع الأنوار صار المثقف شخصية قائمة بنفسها، وحيوية، وصاحبة دور. وهذا ما أشار إليه كانط منذ أن وضع المقالة الأولى في معنى التنوير وإسناده التنوير إلى العقل، ما يعني ترادف ذلك مع العقلانية، علماً أن المثقفين المعاصرين ربما دفعوا بمسحة العقلانية تلك التى بلغت حد العقلانية الأداتية القليل من الشيء إلى الوراء، لتقديم مسحات أخرى، كالإنسانية مثلاً، وجيرار ليكلرك لا ينسى ذلك بل يركز عليه في فصول متعددة ولدى تطرقه لبعض شخصيات المثقفين.
صحيح أن الكتاب ينظر إلى سوسيولوجيا المثقفين من زاوية غربية صرفة، وبين حين وآخرً من زاوية فرنسية حصرية إلا أنه يقدم برغم ذلك رؤية بانورامية يمكن الاستفادة منها في التوسع إلى مجتمعات أخرى وإلى فئات مثقفة أخرى، وهذا ما فعله بين حين وآخرً، إذ مد دراسة إلى الأفق الروسي وناقش ما يسمى هناك بالنتلجنسيا وعلاقة ذلك بالثورة، قبلها ومعها وبعدها، والعلاقة بالمثقف في الجوار الأوروبي. ولم ينس النظرة الأميركية من أجل ذلك وتوسع ذلك المفهوم على المتعاطين بالأدب والعلم والفن والنشر والصحافة، ويأتي ذلك انطلاقاً من فكرة التأثير في الرأي العام عموماً، وعلاقة المثقف كذلكً بالإعلام، سواء باستعماله لوسائل الإعلام أو بالدعاية الاجتماعية أو بالمساهمة في الحياة العامة، وهنا يأخذ سارتر موقفاً متميزاً، لما لعبه من دور إن عبر فلسفته أو عبر نشاطاته المتعددة أو لمساهمته المستمرة في الحركات الطالبية والعمالية والسياسية.
المصدر
كتاب سوسيولوجيا المثقفين – جيرار ليكلرك