رابط مباشر : تحميل كتاب البيت الصامت

تحميل كتاب البيت الصامت pdf






[IMG]https://www.1000lela.com/wp-*******/uploads/2016/01/beeda7cf-bca1-47e9-8f32-92a32ec0955d-192X290.jpg.png[/IMG]
يختار باموق بيتا واقعا في منطقة (جنة حصار) على أطراف مدينة استنبول تعيش فيه العجوز فاطمة أرملة صلاح الدين أوغلو، وخادمها "القزم"رجب ذلك الذي هو في الواقع ابن زوجها من علاقة غير شرعية. تسير الحياة في ذلك البيت بهدوء ورتابة بعد أن رحل الزوج والابن ضوغان، غير أن باموق اختار موعد زيارة الأحفاد للجدة فاطمة كي يسرد تفصيلات حكايته، فمع زيارة الأحفاد الثلاثة: فاروق ومتين ونيلفون لجدتهم لم يعد البيت صامتا، بل صار صاخبا، وحيويا، ومع انتهاء تلك الزيارة القصيرة تنتهي الرواية.
تتناول الرواية، تلك التى يعود تاريخ كتابتها إلى مطلع الثمانينيات من القرن الماضي، تفصيلات الحياة المألوفة، بأحزانها وأفراحها وخيباتها وآمالها… غير أن الشخصيات تلك التى يرسمها باموق، بقليل من الحذق وعديد من الواقعية، تشترك في تقديم رؤية بانورامية لصورة تركيا المعاصرة تلك التى تمور بالصخب وتعيش إرهاصات سياسية أفصحت عن نفسها عبر انقلابات عسكرية عديدة جرت في غضون العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي، وكذلك يضيء الروائي تاريخ تلك البلاد عبر شخصية فاروق الأخ الكبير ذلك الذي يهتم بالتاريخ ويعود إلى ماضي بلاده بغرض فهم الأحداث الحالية، وتجربة الربط بين ما جرى في الماضي، وما يحدث اليوم، فى حين يتطلع متين نحو المستقبل، والحداثة، وحياة البذخ والترف، فهو يريد في الهجرة إلى الولايات المتحدة والاستقرار هناك هربا من ذلك البلد، إذ "لا يمكن للإنسان أن يغدو شيئا في ذلك الشرق المخدّر"، فى حين نيلفون تتعاطف مع الشيوعيين وتحلم بإقامة العدل والمساواة الاجتماعية، غير أن التيار القومي المتطرف الصاعد في تركيا -آنذاك- يتوعد الشيوعيين ويحاربهم، ولعل إقدام حسن (ابن إسماعيل شقيق رجب) ذلك الذي ينتسب إلى ذلك التيار، على ضرب نيلفون بقسوة وموتها إثر ذلك، يكشف عن العداء ذلك الذي كان مستحكما بين الشيوعيين والقوميين.
تشترك شخصيات الرواية في صوغ ذلك العمل، فكل شخصية تقوم، وفي فصول مستقلة، بدور الراوي، وهكذا سنقرأ بضمير المتحدث ما يرويه رجب، وما يرويه ابن شقيقه حسن ذلك الذي لا يخبأ تلك النزعة التركية الاستعلائية النابعة من الإرث العثماني الإمبراطوري، فهو يتساءل: "كيف صرنا لعبة بيد الدول الكبرى، والشيوعيين، والماويين، والإمبرياليين… كيف صرنا مضطرين لمد يدنا لأقوام كانت خدما لنا في يوم من الأيام". أما الصوت الأكثر تأثيرا فهو صوت الجدة العجوز تلك التى تناجي نفسها وطيف زوجها الغائب، وتعود بذاكرتها المجهدة إلى الأعوام البعيدة لتستحضر شريط الذكريات مع زوجها الراحل صلاح الدين، وتتحدث عن أفكاره ومعتقداته "المتطرفة" من وجهة نظرها، فهو كان يؤمن بنظرية الارتقاء لداروين، ويميل إلى ثقافة الغرب عديدا، وهو ما لا يتناسب مع أفكار الجدة التقليدية. وتنتهى الصورة بسرد الحفيدين: فاروق ومتين، والغريب أن الكاتب لا يسمح للحفيدة نيلفون بالروي رغم حضورها الطاغي في الرواية.
من العويص العثور على شيء غير مألوف في رواية "البيت الصامت"، فالحياة تسير في شكلها العادي الرتيب، ولعل فضيلة باموق في تلك الرواية تتبدى في قدرته على التقاط ذلك المشهد العادي وإدراجه ضمن رواية، فباموق يرى أن كل ما في ذلك العالم يستحق أن يدون، إذ يقول "كم كان مالارميه محقّا حين قال إن "كل شيء في العالم كائن لكي يوضع في كتاب"، والكتاب الأحسن إعدادا لامتصاص كل ما في العالم هو، من دون أدنى شك، الرواية". يقول فاروق أحد أبطال الرواية مبديا إعجابه بكاتبه المفضل "لعله يرى الأشجار والطيور والبيوت والجدران كما أراها، ولكنه يغشني بمهارته الكتابية فحسب"، ولعل ذلك ما يفعله باموق، بدوره، إذ يغش القارئ بمهارته الكتابية، فهو يصوغ ما هو عادي بلغة ترتقي بالعادي ليكون جديرا بأن يوضع بين دفتي كتاب!





حمل من هنا


المصدر
تحميل كتاب البيت الصامت