كيف يتأثر تحليل الذهب والعملات بالأحداث المختلفة

[جوري محمد]

كيف يتأثر تحليل الذهب والعملات بالأحداث المختلفة

يتأثر تحليل الذهب بالعديد من العوامل والأخبار في أجندة السوق الأمريكي ففي الواقع يُعتبر الرأي السائد هو أن ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية يمثل اتجاهًا هبوطيًا للذهب لكن في الحقيقة تأثير زيادة أسعار الفائدة على الذهب إن وجد أصلاً غير معروف نظرًا لوجود القليل من الارتباط بين أسعار الفائدة وأسعار الذهب.
كما يعتقد العديد من المستثمرين ومحللي توصيات الفوركس في الأسواق أنه نظرًا لأن أسعار الفائدة المرتفعة تجعل السندات والاستثمارات الأخرى ذات الدخل الثابت أكثر جاذبية فإن الأموال ستتدفق إلى الاستثمارات ذات العائد المرتفع مثل السندات وصناديق أسواق المال والخروج من الذهب عندما ترتفع الأسعار.
لذلك فهم يعتقدون أنه عندما تصدر أخبار الفوركس
برفع الاحتياطي الفيدرالي لسعر الفائدة القياسي على الأموال الفيدرالية يجب أن يتبعه ضعف في الذهب.
ما الذي يؤثر في تحليل الذهب ؟
تحليل الذهب في نهاية المطاف ليس مرتبطاً بالأجندة الاقتصادية الأمريكية فحسب مثل معظم السلع الأساسية وهو دالة للعرض والطلب على المدى الطويل.
حيث أن الارتفاع المفاجئ في العرض يمكن أن يتسبب في انخفاض سعر الذهب والطلب في النهاية هو المكون الأقوى حيث يتغير مستوى المعروض من الذهب ببطء لأنه يستغرق 10 سنوات أو أكثر حتى يتم تحويل رواسب الذهب المكتشفة إلى منجم منتج للذهب.
وعليه يمكن القول بأن ارتفاع أسعار الفائدة قد يكون صعوديًا بالنسبة لأسعار الذهب وذلك ببساطة لأنها عادة ما تكون هبوطية بالنسبة للأسهم.
حيث إن سوق الأوراق المالية والعملات وليس سوق الذهب هو الذي يعاني عادة من أكبر تدفق لرأس المال الاستثماري عندما تجعل أسعار الفائدة المرتفعة استثمارات الدخل الثابت أكثر جاذبية.
ويؤدي ارتفاع أسعار الفائدة دائمًا بالمستثمرين إلى إعادة توازن محافظهم الاستثمارية لصالح السندات وبدرجة أقل لصالح الأسهم.
كما تميل عائدات السندات المرتفعة أيضًا إلى جعل المستثمرين أقل رغبة في شراء الأسهم التي قد تحتوي على قيم مضاعفات أو تقييمات عالية.
وتعني أسعار الفائدة المرتفعة زيادة نفقات التمويل للشركات وهي مصروف يكون له عادة تأثير سلبي مباشر على هوامش الربح الصافية وهذه الحقيقة تزيد من احتمال أن يؤدي ارتفاع أسعار الفائدة إلى انخفاض أسعار الأسهم.
كيف يؤثر تحليل الذهب على العملات؟
يؤثر تحليل الذهب في العملات على الرغم من أنه لم يعد يستخدم كشكل أساسي للعملة في الدول المتقدمة إلا أن الذهب يستمر في التأثير بقوة على قيمة تداول تلك العملات خاصة مقابل الدولار الأمريكي مثل اليورو مقابل الدولار
و الباوند دولار
و الليرة التركية مقابل الدولار وغيرها علاوة على ذلك هناك علاقة قوية بين قيمته وقوة تداول هذه العملات في البورصات الأجنبية المختلفة.
ففي وقت مبكر من الإمبراطورية البيزنطية كان الذهب يستخدم لدعم العملات الوطنية المختلفة أي تلك التي تعتبر عملة قانونية في دولتهم الأصلية.
كما تم استخدام الذهب أيضًا كعملة احتياطية عالمية خلال القرن العشرين واستخدمت الولايات المتحدة المعيار الذهبي حتى عام 1971 عندما أوقف الرئيس نيكسون ذلك.
وحتى عندما تم التخلي عن معيار الذهب لم تستطع البلدان ببساطة طباعة عملاتها الورقية بسهولة حيث كان لابد من دعم النقود الورقية بكمية متساوية من الذهب في احتياطياتها بالبنوك المركزية.
وعلى الرغم من أن معيار الذهب قد اختفى منذ فترة طويلة في العالم المتقدم إلا أن بعض الاقتصاديين يرون أنه يجب علينا العودة إليه بسبب تقلب الدولار الأمريكي والعملات الأخرى حيث انه يقلل من مقدار الأموال التي سُمح للدول بطباعتها.
الذهب يُستخدم للتحوط ضد التضخم:
ومن أهم ما يؤثر في تحليل الذهب أخبار الفوركس المتعلقة بالتضخم في السوق الأمريكي خاصة والعالم عامة فعادة ما يشتري المستثمرون كميات كبيرة من الذهب عندما تعاني بلادهم من مستويات عالية من التضخم.
ويزداد الطلب على الذهب خلال فترات التضخم بسبب قيمته الكامنة ومحدودية العرض نظرًا لأنه لا يمكن تخفيفه فإن الذهب قادر على الاحتفاظ بقيمته بشكل أفضل بكثير من أشكال العملات الأخرى.
وهناك الكثير من الناس يستخدمون الذهب كبديل نهائي لتقييم عملة بلد ما على الرغم من وجود علاقة بلا شك بين أسعار الذهب وقيمة العملة الورقية إلا أنها ليست دائمًا علاقة عكسية كما يفترض الكثير من الناس.
فعلى سبيل المثال إذا كان هناك طلب مرتفع من صناعة تتطلب الذهب للإنتاج فسوف يتسبب ذلك في ارتفاع أسعار الذهب.
لكن هذا لن يؤثر شيئًا عن العملة المحلية والتي قد تكون ذات قيمة عالية جدًا في نفس الوقت وبالتالي في حين يمكن استخدام سعر تحليل الذهب غالبًا باعتباره انعكاسًا لقيمة الدولار الأمريكي أو أي عملة أخرى إلا أنه يلزم تحليل الشروط لتحديد ما إذا كانت العلاقة العكسية مناسبة أم لا.
الاستنتاج:
للذهب تأثير عميق على قيمة العملات العالمية المقيمة مقابل الدولار الأمريكي على الرغم من التخلي عن معيار الذهب حيث يمكن للذهب كسلعة أن يعمل كبديل للعملات الورقية ويمكن استخدامه كوسيلة تحوط فعالة ضد التضخم.
وليس هناك شك في أن الذهب سيستمر في لعب دور أساسي في أسواق الصرف الأجنبي كملاذ آمن لذلك يعتبر تحليل الذهب من أهم العوامل المؤثرة في أسواق العملات الأجنبية ويمثل صحة الاقتصادات المختلفة المحلية والدولية.