تنزيل - القراءة أبسط الطرق وأجملها للضياع بين الحقيقة والظ... pdf

تنزيل القراءة أبسط الطرق وأجملها للضياع بين الحقيقة والظ… pdf

القراءة أبسط الطرق وأجملها للضياع بين الحقيقة والظلال




بقلم : محي الدين المصري

[IMG]https://www.1000lela.com/wp-*******/uploads/2017/07/1376451_828705927154887_1922999978_n.jpg[/IMG]


طويت أخر صفحة من كتابي المفضل، ومرة اخرى ربما أخذني الى مكاني المفضل، لم يمضي على انتهائي من قراءة الكتاب إلا ثواني وعادت الرغبة تمتلكني لفتح الصفحة الأولى مجدداً، أذكر كل الحيثمات في كل الصفحات فأنا لم أعدالقارئ بل أنا المتذكر لما قراءته.
تمددت على السرير في تجربةٍ لنوم، و لكن لم يغيب الكتاب عن بالي إذا للحظة واحدة، أقفل عيناي في تجربةٍ لأخذ ساعات او حتى أقل من الراحة، قيلولة ولو لدقائق لكن كل مجرباتي فاشلة ، في داخلي أنا أعرف سرالتحرر من زنزانة ذلك الكتاب ، لابد علي ان مطلقاً في كتابا حديث .
معضلة حديثة فما يفك أسري ، نفس ما يزيد ادماني، و ما أجمله من ادمان ، حملت الكتاب الحديث و جلست محضراً نفسي لساعات من القراءة ، لامست أصابعي الغلاف الهش ، فنتهى الإندماج بيني و بين صفحات ، و فاحت رائحة الحبر الأسود ، أخذت نفساً طويلاً قبل القراءة ،مستعداً لما سأوجه ، قرأت أول سطراً ، و كان تلك كافي لأحب مجدداً.


الكاتب ربما فعلها مرة اخرى ، استطاع بإستعمال الورق و القلم بأن يسحر القارئ ، عبر الأدب استطاع أن يتواصل معي ، فنحن لسنا من نفس الزمان و لا من نفس المكان ، نحن لم نلتقي و لكنني أعرفه ، لأنه تمكن بأن يأسرني بإستعمال الأحرف ، و ما أروعها من أحرف ، هي تلك التى تشكل أجمل الألحان ، ثمانية و عشرين حرفاً لتشكيل سلسلة لا متناهية من الحيثمات تحمل بينها أروع المعزوفات .
مرت الساعات بلمح البصر ، الزمن غير كائن في عالم الكتاب ، فكلُ مفاهيم الوقت تتلاشى عند القراءة ، هكذا تمر أيامي أمشي بين الورق ، وضعت الكتاب أعلى طاولة ، ما كان قراري بل أجبرت عليه ، فالإرهاق قد تحكم بي و حدد من خياراتي.
قد اخترت دربي ، درب عشق الأدب ، درب حُب القراءة و الكتابة ، كل خطوة في هذه الطريق بمثابة الحلم ، تلك الطريق هو هروبٌ من الواقع ،الى عالم الخيال .
تخلصت من تعبي ، وعدت الى الكتاب أعلى الطاولة ، فقد استحوذ على أفكاري ، فعبر القلم و القصاصة ، تحكم الكاتب بعقلي و تلاعب بي،و كان القلم أبسط الأدوات و أعظمها و القلم ذلك الذي أرسل الأدب بقطرات من الحبر .

لما أقرأ … لأنني لا أعرف إلا القراءة ، لأن سعادتي لا تنتهى إلا من في غضون القراءة ، لأن القراءة أبسط الطرق و أجملها للضياع بين الحقيقة والظلال .

المصدر
تحميل - القراءة أبسط الطرق وأجملها للضياع بين الحقيقة والظ... pdf