يروى أن قصة صداقة جرت بين الشيخ خلف بن دعيجاء ربطته بنمر بن عدوان أن أبا الغنم وهو أحد الشيوخ بالأردن سمع عن كرم ابن دعيجاء وتعجب لكرمه وقال كيف أن بدوياً بالصحراء له هذا الصيت وأنا أبا الغنم وما املكه من مال وما اقدمه من كرم.. وكان أبا الغنم رجلاً من كرماء الأردن واوجههم وله رأي سديد يؤخذ بين أعيان ووجهاء الأردن وأوصى أنه في تغريب الشرارات بمصيفهم بالأردن وهي عادة معروفة عندهم رغب أن يرى أن دعيجاء وحينما غرّب الشرارات أخذ يسأل عن جماعة ابن دعيجاء وبعد فترة وجد انهم جاؤوا ضمن من جاء مغرب في ذلك العام.. فأخذ معه من وجهاء الأردن: الشيخ ابن جديد والشيخ نمر بن عدوان بالإضافة له ولما توسط النهار ضافوا خلفاً فحيا بهم ورحب وعمل واجب القهوة التي كانت تقدم في بداية مجيء الضيوف ثم ركب فرسه وذهب للإبل وجاء بثلاث من خيار النياق الحيل فعقرهن أمام البيوت وتولى جماعته سلخها وطبخها فقام وقدم ثلاث صوان كبيرة اجلس كل شيخ من أولئك الشيوخ لوحده على صينية عليها سنام فقال أبا الغنم ذهب تعجبي وأنا أبا الغنم (أنا إن كرمت جبت من الغنم اجلها أما هذا البدوي أتى بما لم آت به من قبل) وبالطبع فإن أبا الغنم بالغ في تواضعه فهو من كرماء العرب المعروفين بالأردن وقال أبا الغنم أنا اسميك أبا الإبل.. من تلك القصة بدأت تلك الصداقة.
وروى أن تلك السنة استضافه نمر بن عدوان ولما انتهى الصيف قال ابن عدوان أنا لا اريدكم تشرقون سأؤمن لكم الشعير والتبن لإبلكم إلى أن يأتي الصيف القادم رغبة ومحبة بكم ولم ير جماعة ابن دعيجاء لجماعته سراً إن رغبتم بالرحيل (فأشروا) لي أي اعطوني إشارة ولما حانت ساعة الرحيل قال خلف للشيخ نمر إن لنا أياماً عن الصيد ارغب بأن نذهب سوياً للصيد ففرح نمر بن عدوان ووافق وذهبا لمدة يومين وفور ذهابهما للصيد رحل جماعة خلف بن دعيجاء إلى ديارهم وبعد يومين عاد الشيخان نمر وخلف في منتصف الليل فقال خلف أريد (الضباء الصيد) التي معك لأعمل لكم فطوراً لجماعتي وجماعتك فقال نمر بل أنا الذي اعمل الفطور لكم غداً.. فأعطى خلف ما معه من غزلان وضباء لنمر ومن عادة الشيوخ إذا جاؤوا في وقت متأخر أن لا يدخلوا مخادر نسائهم فنام نمر بطرف البيت وفي الصباح الباكر علم أن عرب خلف قد رحلوا من يومين فركب مطيته واراد أن يلحق بهم إلى أن وصل شجرات (الكهف) بالعلندا بين عمّان (العاصمة الأردنية) وسحاب وأخذ بعر الإبل فعرف أنه قارب على (اليباس) مما يدل على أنه لا يستطيع اللحاق بهم ونظم نمر بن عدوان قصيدة يقول فيها:
قلبي برمني وابترم من خديني
برم البريم مسالع القطن للصوف
واتفل وريقي قطنة ما تليني
وإطا وكني واطيا فوق مرضوف
طقيتهم حد الكهف مقرشيني
وبدلت ركضي عقب الاهذال بوقوف
ونكست الولح بندقي في يميني
مثل الرديف اللي على الورك منسوف
واقول واغبني على المتحيني
غباين اللي فوقه الطي منسوف
يابن دعيجاء بعدكم هم عيني
اعيش بالبلقاء وكني على الجوف
حالوا قرود الناس بينك وبيني
اللي بحكي السو مصخر ومكلوف