قبيلتا بني النعمان وآل سعيد: جذور همدانية عريقة:

قبيلتا بني النعمان وآل سعيد: جذور همدانية عريقة:
.
تعتبر قبيلتا بني النعمان و آل سعيد من البطون الأصيلة والراسخة في قبيلة همدان اليمنية العريقة، وتحديدًا من فرع بني ربيعة بن بكيل. تمتد جذورهم عميقًا في التاريخ العربي، وقد لعبوا أدوارًا مهمة عبر العصور. يتتبع هذا المقال نسبهم وتوضيح روابطهم الأخوية داخل نسيج قبيلة همدان.

نسب بني النعمان:

بنو النعمان هم بطن من ربيعة بن بكيل من همدان. يتصل نسبهم الشريف على النحو التالي:
النعمان بن الكرب بن زيد بن بحير بن أبا الكرب (كريب) بن زيد بن الرديح بن الحارث بن الخصيب (رداد الخيل) بن مالك بن قيس بن شراحيل بن رفاعة بن حمرة بن نمران بن محلم بن علمان سوران بن ربيعة بن بكيل من همدان.

يُعد هذا النسب دليلًا على عمق وعراقة هذه القبيلة، وربطها مباشرة بالجدود الأوائل لقبيلة همدان.

نسب آل سعيد:

أما آل سعيد فهم كذلك من ربيعة بن بكيل من همدان. وينحدرون من سعيد بن الكرب بن زيد بن بحير بن أبا الكرب (كريب) بن زيد بن الرديح بن الحارث بن الخصيب (رداد الخيل) بن مالك بن قيس بن شراحيل بن رفاعة بن حمرة بن نمران بن محلم بن علمان سوران بن ربيعة بن بكيل من همدان. يتضح من هذا النسب أن آل سعيد يشتركون في نفس الجدود العليا مع بني النعمان، مما يؤكد صلة القرابة القوية بين البطنين.

النعمان وسعيد: أخوة من الأب، أمّهات مختلفتان:

يُفصل المؤرخ الكبير أبو محمد الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني (ت 330 هـ) في كتابه الشهير "الإكليل" الجزء العاشر، فروع أبي الكرب بن زيد، والذي ينحدر منه النعمان وسعيد. يذكر الهمداني أن الكرب بن زيد، وهو ذو لعوة الأصغر، أنجب عشرة رجال وأربع نسوة وهم: هعان، فيروز (طلق)، زيد، بحير، مالك، شرح، الرديح، النعمان، سعيد، وربيعة.

يوضح هذا أن النعمان و سعيد هما أخوان من الأب، حيث يجمع بينهما الجد المشترك أبو الكرب بن زيد. ومع ذلك، تختلف أمهاتهما، فبحسب الهمداني:

*أم هعان وطـلق وزيـد وبحـير ومـالك وشـرح والـرديـح والنعمان: هي سحابيل بنت ذي أصبح، وقيل مقري من حمير.

*أم سعيد وربيعة: هي الفارقة بنت إسماعيل بن ذي أفرع.

هذا التوضيح يرسخ العلاقة الأخوية بين بني النعمان وآل سعيد، ويؤكد انتماءهم لنفس الجد الأعلى، الكرب، مع إشارة إلى تنوع الأمهات.

عقب النعمان بن الكرب بن زيد وتسمية "الظالمة":

أنجب النعمان بن الكرب بن زيد ولدًا اسمه أظلم. وقد اشتهر أظلم هذا بموقف تاريخي ذكره الهمداني، حيث منع البون (وهو موضع) من سعيد بن قيس. وعندما اشتكى سعيد إلى الخليفة عمر بن الخطاب، كتب عمر إلى أظلم، لكن أظلم لم ينفذ أمره. فعاد سعيد إلى عمر، الذي أمره بالمقام في المدينة المنورة حتى أرسله لاستنفار همدان.

ويُعتقد أن أظلم هذا هو من لُقّب بـ "الظالم" نسبةً لفعله في منع البون وعدم امتثاله لأمر الخليفة عمر. ومن هذا اللقب، نشأت العزوة القبلية المعروفة بـ "بني الظالم" أو "الظالمة"، والتي تنتسب إليه وتُعرف به.

أنجب أظلم ولدًا اسمه الزبرقان بن أظلم. ويذكر الهمداني أن عقب الزبرقان استقروا في الشام، وكانوا من المقربين من عبد الملك بن مروان، الخليفة الأموي، مما يدل على نفوذهم ومكانتهم في تلك الفترة.